تعاني مدننا العربية بشكل عام و السعودية بشكل خاص بالعديد من المشــاكل المختلفة سواءً كانت عمرانية أو اجتماعية أو اقتصادية أو حتى بيئية. و لو نظرنا لهذه المشاكل لوجدناها في الغالب ليست نتيجة محددات طبيعية أو عوامل جغرافية فرضتها طبيعة المنطقة عليها، بل نجد أنها بالغالب نتيجة مجموعة من القرارات التي اتخذها المسؤولون عن إدارة هذه المدن سواءً في فترات زمنية متباعدة أو حتى في نفس الفترة الزمنية

إن التخطيط العمراني كعلم يهتم بالأساس بتحليل و فهم القرارات التي يتخذها البشر وتأثير نتائجها بشكل مباشر أو غير مباشر على محيطهم العمراني والبيئي. لذلك اهتم قسم التخطيط الحضري والإقليمي منذ تأسيسه على توفير المعرفة العلمية و العمليه لطلابه من خلال إتاحه الفرصة لهم بالتعامل مع مشاريع حقيقية تحيط بهم ، وتؤثر على حياتهم  بشكل مباشر بحيث يمكنهم إدراك التأثير الحقيقي لمختلف القرارات التخطيطية على مستوى المعيشة لسكان تلك المدن

في دولة كالمملكة العربية السعودية تشهد نمو مضطرداً على مختلف الأصعدة سواء على مستوى توسع الرقعة الحضرية وتمددها أو على مستوى النمو السكاني وطبيعة تركيبته وكل ما يصاحب هاتين الظاهرتين من تداخلات كتلك التي لها علاقة بتوزيع الخدمات أو بتنمية البنية التحتية التي تلعب دوراً أساسياً في التنمية الإقتصادية وجلب الاستثمارات المختلفة والتي بدورها تشكل المحرك الأساسي في عملية التوظيف وتقليل نسب البطالة لتحقيق مستويات معيشية ترضي طموح و تطلعات قيادة و شعب هذا البلد ، يصبح دور المخطط الحضري محورياً واستراتيجياً

لقد أخذ قسم التخطيط الحضري والإقليمي على عاتقه مهمة تخريج الكوادر الوطنية المؤهلة والقادرة على استيعاب جميع المتغيرات السريعة التي تعيشها البلاد كدولة نامية، والتي يمكن أن تعمل إذا ما وفرت لها البيئة المناسبة على تحقيق بيئة عمرانية وحضرية مستدامة من خلال خلفية علمية واسعة ودراسات حضرية متنوعة وعلى أيدي خبرات وكفاءات علمية متميزة من أعضاء هيئة التدريس والذين يعكسون فيما بينهم مجموعة واسعة من المدارس التخطيطية المختلفة والتي تضيف بلا شك لخريج القسم ذلك الأفق الأوسع الذي من خلاله يمكن أن يتعامل مع مختلف القرارات والدراسات العمرانية التي سوف تواجهه في المستقبل والتي يمكن أن تكون جذرية ومفصلية في حياة ملايين من سكان مدننا ومستقبل أجيالنا القادمة

لذا أدعو الله عز وجل أن يوفقنا في الاستمرار على هذا النهج والعمل على تطويره والارتقاء به حتى يصل إلى ما نأمله، الأمر الذي لا يمكن ان يتم إلا من خلال تكاتف جهود جميع منسوبي القسم، إدرايين و أعضاء هيئة تدريس وطلاب، الذين أتقدم لهم بالشكر الجزيل على كل الدعم والنقد الذي أجده منهم والذي يضع دائماً المصلحه العامة قبل كل شي وأي شيء



آخر تحديث
12/5/2017 10:21:58 PM